- الحلم الإسلامي - إشراقات من أجل عالم أكثر قراءة

الأحد، سبتمبر ١١، ٢٠٠٥

لماذا تأخر المسلمون ولماذا تقدم غيرهم ؟ بقلم الأمير شكيب أرسلان

إن تخلف المسلمين هو معضلة من المعضلات التي وقف أمامها العلماء والمفكرون يقلبون فيها وجهة النظر فمنهم من نظر إلى جانب وأغفل الجانب الآخر فجاء حله ناقص ومنهم من نظر نظر شمولية كالأمير شكيب أرسلان رحمه الله في كتابه هذا فجاء الجواب أدنى إلى الحقيقة .
ولا شك أن التخلف نتيجة عوامل داخلية وخارجية فمن العوامل الداخلية التي تعرض لها الكاتب الجهل (العلم الناقص جهل مركّب) واليأس والكس أو القنوط ومنها عوامل خارجية سببها الغزو الخارحي أو العدو الغازي الذي أحس بضعف المسلمين . والكتاب عبارة عن جواب لأسئلة طرحها محمد بسيوني عمران للكاتب فأفاض الكاتب في الجواب عنها وهذه الأسئلة إختصارها ما هي أسباب ما صار إليه المسلمون والله تعالى يقول (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين) ، وما الأسباب التي أرتقى بها الأوروبيون والإمريكان واليابانيون إرتقاءا هائلا، وهل يمكن أن يصير المسلمون أمثالهم في هذا الإرتقاء إذا اتبعوهم في أسبابه. وقد بين الكاتب في أول الكتاب أن الإسلام هو سبب إرتقاء المسلمون في الماضي وعندما غير المسلمون ما بأنفسهم غير الله ما بهم ، بعد ذلك قاربن بين حال المسلمون والإفرنج اليوم بعدها بين أعتذار المسلمون اليوم وردّه عليهم ، بعد ذلك قارن بين تبرعات المسلمين من أجل فلسكين ومقارنة ما يبذله اليهود وما يبذله العرب وبين أهمية مقاطعة اليهود حتى إنه ذكر قصة لا أذكر يهودي أم إنجليزي جعل له عامل يشتري له بضاعة من محل لإنجليزي ويعطيه مبلغ معين وفي شهر من الأشهر وفر ذلك العامل مبلغا معينا فأخبر سيده بذلك وقال له كيف حصل ذلك فقال له العامل بأننا غيرنا المحل وأصبحنا نتعامل مع محل يبيع في عربي فقال له سيده إرجع إلى المحل الأول (الإنجليزي ) ولو كلفنا ذلك أن ندفع مبلغا أكثر ، فهكذا هم يصنعون فماذا نحن صنعنا وماذا نحن صانعون ؟ وبين بعد ذلك خيانة بعض المسلمين لدينهم ووطنهم بخدمة الأجانب واعتذارهم الباطل وقال بعض الناس يموتون من أجل الحياة ولكن بعضهم يموتون ليموتوا مرة أخرى بخيانتهم لوطنهم وأمتهم ، وبعد ذلك انتقل إلى الموازنة بين المسلمين والنصارى في البذل لنشر الدين وبين الفرق الشاسع فس ذلك بعدها بين أسباب تأخر المسلمين ومنها ما ذكرناه من الجهل والعلم الناقص وبين أن الثاني أشد على الأمة إذ لا يعتر فأنه جاهل ومنها فساد الأخلاق وأورد بيت أحمد شوقي ( وإنما الامم من الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا ) ولا سيما فساد العلماء والأمراء ، والجبن والهلع واليأس والقنوط ونسيان المسلمين لماضيهم المجيد وشبهات الجهلاء والجبناء وضياع المسلمين بين الجامدين والجاحدين وعمل كل منهما ، وبين كيف أن الشعوب الإفرنجية محافظة على قومياتها وديانتها وضرب على ذلك أمثلة لدول أوروبية عديدة ، بعدها إنتقل إلى اليابان وبين كيف أرتقت إرتقاء شاسعا مع إنها حافظة على دينها ، بعد ذلك يطرح سؤالا : لماذا لا نسمي اليابان وأوروبة رجعية بتدينها ؟؟ زبين كيف تتمسك بريطانيا بالمسيحية وقضية تحول الخبز والخمر إلى جسد المسيح وكيف أن اليهود يرصون على حذافير دينهم ويجاهدون لإحياء لغتهم العبرية ولا يقال عنهم رجعيون ولا متأخرون ولا متقهقرون مع إن عمر المسيحية (19قرنا) واللغة العبرية لا يعرف مبدأ تاريخها وقد أجبروا نشأهم الجديد أن يتحدثوا بها لتكون اللغة الجامعة لهم ، وبين كيف أن الإسلام كان سببا في قيام مدنية الإسلام التي يشهد لها التاريخ في الأندلس وفي غيرها ، وبين كيف حال اليونان والرومان قبل النصرانية بعد أن كانوا أرقى أمم الأرض وليس السبب في النصرانية وإنما السبب في فساد الأخلاق وإنحطاط الهمم وانتشار الإلحاد والإباحة ، وبين أن أهم سبب لإنحطاط المسلمين هو فقدهم الثقة بأنفسهم وضرب على ذلك أمثلة عديدة ... أكتفي بهذا العرض فمن شاء فليرجع إلى الكتاب فهو قيم