- الحلم الإسلامي - إشراقات من أجل عالم أكثر قراءة

السبت، فبراير ٠٥، ٢٠٠٥

من يعلق الجرس ؟

تذكرت عندما كنا في الدراسة العامة في المدرسة قصة الفئران مع عدوهم القط فاجتمع رأيهم على أن يعلقوا جرسا في عنقه حتى عندما يأتيهم يحسوا به ، فقال أحدهم أنا أأتي بالحبل وقال الآخر أنا أأتي بالجرس وكذا كل واحد قال أنا أأتي بشيء وفي نهاية الاجتماع خرجوا بالسؤال من يعلق الجرس ؟ فخرجوا من الاجتماع كمثل ما دخلوا بلا فائدة تذكر ، وفي خضم الأحداث الحالية يتكرر مشهد القط والفئران ، فالفئران تمثل مشهد الناس المغلوب على أمرهم والقط يمثل دور القوي المتسلط الذي إذا ما حصل على فرصة للانقضاض على أحدهم ، ولكن كما قيل إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية فبالاجتماع تنتج القوة و بالتشرذم ينتج الضعف وهذا المشهد يتكرر في الحياة العامة وفي الحياة السياسية أيضا ، فالمتتبع للتاريخ الإسلامي يجد ما حققه المسلمون عندما كانوا يدا واحدة ، الواحد منهم يرمي بنفسه إلى الموت من أجل رفعة الإسلام فلا يخاف من أن يشرب كأس الموت بل الموت هي غايته وهدفه المنشود فيعلق علم الإسلام عالية في أصقاع الأرض حتى يعم العدل في أنحاء المعمورة ، أما عندما أصاب المسلمون ما أصابهم من الذل والهوان والتفرقة التي عمت وامتلك زمام الأمور أناس ملكوا الناس بالقهر والجبروت فضاعت أحكام الإسلام وديس عليها ، فمن أين تأتي العزة ومن أين يسود الأمان إذا كان هذا هو حال الأمة اليوم ، فلا غرو إذا كنا نهاب من أن نعلق الجرس في رأس ذلكم المتسلط ، وإنما تحكم الشعوب نفسها ولا يحكما رجل من الخارج ينزل عليها دستور من دساتيره التي أنشأها بنفسه ، فهل من عودة إلى شرع الإسلام الذي نرجوا تحقيقه على أرض الواقع الذي نلمسه فلا نريد قوانين بشرية لا تغني ولا تسمن من جوع ، وما كان نهوض الأمم إلا بثقافة شعوبها ووحدتها وعودتها إلى أسباب عزتها ومقومات نهوضها وصدق فينا قول عمر بن الخطاب عندما قال ( فإذا إستوينا في المعصية كان لهم الفضل علينا بالقوة فعددنا ليس كعددهم وعدتنا ليست كعدتهم ) فهلا تسابقنا إلا أن نعلق الجرس في رأس القط ، وليس تعليقه فقط بل نصبح لا نخشى أحد مهما كان حاله ومهما كانت جبروته وقوته فلدينا من أسباب القوة ومقومات النصر ما لا يملكه أي شعب من الشعوب التي لا تدين بدين الإسلام ، فلا نقول من يعلق الجرس بل نقول من يغمض العينين ؟