- الحلم الإسلامي - إشراقات من أجل عالم أكثر قراءة

السبت، فبراير ٠٥، ٢٠٠٥

مأساة اللغة العربية في واقعنا

توطيد

مما لا مجال للشك فيه أن اللغة العربية تكفل الله سبحانه بحفظها عندما تكفل سبحانه بحفظ القرآن الكريم الذي هو بلسان عربي مبين ، ولكن كما هو معلوم بأن لكل أمة من الأمم مقومات ودعائم تقوم عليها وتحفظها من الانحطاط فلذا كل أمة من الأمم تسعى لكي تنشر لغتها التي هي مقومة من مقوماتها بأية طريقة كانت حتى تضمن التبعية التي تنشدها، وها نحن اليوم نعيش في واقع مرير ، فقد أصبحت اللغة الإنجليزية هي اللغة الرسمية ، فتنازلنا عن مقومة من مقوماتنا حتى غدا الذي يتكلم باللغة الإنجليزية رمز من رموز الثقافة والتحضر الذي ينبغي لكل واحد أن يساير الركب ، ومن الخطط والمكائد التي يدسها الأعداء ( أعداء العربية ) هو بنشر اللهجات بين الشعوب حتى يصبح أبناء العربية لا يتفاهمون في ما بينهم وتضيع بذلك الوحدة الإسلامية التي ينشدونها ، فيصبح الذي يدمر اللغة العربية هم أبناؤها الذي نيط إليهم مجد الأمة وتنشأ الشعوب على كراهية اللغة العربية وكراهية القرآن بالطبع وهذا هو الذي يطلبه الأعداء ليبعدوهم عن المنهج الصافي ودستورهم الذي فيه سبب نصرهم وعزتهم، فإذا ما ضاع الدستور أصبح من السهل القضاء على الأمة بأسرها و ذلك مصداقا لقول الشاعر علال الفاسي حينما قال :

إلى متى لغة القرآن تضطهد *** ويستبيح حماها الأهل والولد

فإذا ما غاب من قلوبنا الاعتزاز بلغتنا فبماذا يا ترى نعتز ، أو من يا ترى يعتز بلغتنا ، إذا كان قد أصبح كل واحد يسعى إلى أن يدرس أبنائه منذ نعومة أظفارهم اللغة الإنجليزية ، حتى ينشأ الطفل ولا يعرف من اللغة العربية إلا ما هو موجود من اللهجة المتكسرة المنتشرة في وسط الحي أو البيت الذي يعيش فيه فيا ترى إلى ماذا نسعى؟

هل يقطف من الشوك العنب

من جد وجد ومن زرع حصد، فمن المستحيل أن يزرع أحد شوكا ويجني بعد ذلك عنبا لذيذا طعمه ،وكذا بما إن كل واحد منا لا يهتم بأن يربي أولاده على حب اللغة العربية، فكيف نأمل بعد ذلك أن نرى لغتنا العربية هي لغة المحافل و يصبح الذي لا يملكها لا يعتبر من المثقفين في شيء، متى أصبح ذلك كان الصعود إلى ركب الأمم المتقدمة يسير بمشيئة الله ، فمتى يصبح التعليم في الجامعات باللغة العربية الفصحى ومتى يكون الأحاديث الرسمية باللغة العربية ، فلا نصبح عندما ندخل مؤتمر من المؤتمرات نضع على آذاننا سماعة لنسمع الترجمة الفورية مع إن ذلك المؤتمر مقام في بلد من بلداننا العربية ، فيا أهل العربية هلا استفقنا من غفوتنا وهلا عدنا إلى أسباب عزتنا ورفعتنا ، فالقرآن الكريم الذي هو بلسان عربي مبين أصبح الواحد منا لا يفهم مغزاه ، فها هي مصاحفنا اليوم تشتكي وتئن إلى رواد العربية الذين طال فراقهم لها ، فمن قمة الشوق لقلة الرواد أصبحت في دارها غريبة ، فالعودة إلى بستان العربية لنقطف أزهار فهمنا الصحيح للقرآن الكريم والسنة الصحيحة على صاحبها عليه أفضل الصلاة أتم التسليم ...

تعليقات: 3

  • ومن الخطط والمكائد التي يدسها الأعداء ( أعداء العربية ) هو بنشر اللهجات بين الشعوب حتى يصبح أبناء العربية لا يتفاهمون في ما بينهم وتضيع بذلك الوحدة الإسلامية التي ينشدون

    ------------------
    لذلك وددت تصحيح هذه الفكرة فقط بذكر بسيط للأمر ...
    اللهجات ليست دخيلة على اللغة العربية ، بل هي من أصلها ، حيث أن العرب هم في الأصل ( وعلى ما أعلم ) سبع قبائل ...
    و كان لكل قبيلة لهجتها الخاصة ، و دليل ذلك أن القرآن يروى بسبع روايات أكثرها انتشاراً رواية ورش ...
    أو كما قيل ...

    بواسطة Blogger Linux Juggler, في ٢:٠٠ ص  

  • شكرا أخي linux jugger على مرورك وأحسنت على المعلومة ولكن ما أردت قوله وبضرب مثال على ذلك إذا جئنا نقول مثل " طيب كثير " نقول نحن هنا في عمان " زين واجد " ويقول المصريون " كويس كتير " وهكذا فإذا أصبحنا كذلك أصبح لا يفهم بعضنا بعض

    بواسطة Blogger ناصر الحسني, في ١٠:٠١ ص  

  • السلام عليكم يا اخي العربي
    بما انا غيور على لغتي الا وهي لغة القرءان الكريم
    ولغة اهل الجنة اللهم اجعلنا من اهلها
    ابحث عن كيفية قراءة العربية في الحاسوب
    الحاسوب يقرء كل اللغات باستثتاء اللغة العربية انني ابحث عن الحل وشكرا
    TIFRIT_ADOUMAZ@HOTMAIL.COM

    بواسطة Anonymous غير معرف, في ١٢:٥١ م  

إرسال تعليق

<< العودة لصفحة الرئيسة