- الحلم الإسلامي - إشراقات من أجل عالم أكثر قراءة

السبت، فبراير ٠٥، ٢٠٠٥

الجاهلية في دارنا

عندما أراد الرسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدعو رؤساء قريش إلى الإسلام ما منعهم من ذلك إلا أنهم أرادوا أن يحافظوا على مكانتهم الاجتماعية ورفضوا تسويتهم بغيرهم من العبيد – في نظرهم - وقالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم - عندما رأوا أن الناس بدؤا يتبعونه وخاصة الضعفاء والعبيد – ( إن كنت إنما تريد بما جئت به من هذا الأمر مالا جمعنا لك لتكون من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالا ، وإن كنت تريد شرفا سودناك علينا حتى لا نقطع أمرا دونك، وإن كنت تريد ملكا ملكناك علينا وإن كان هذا الذي يأتيك رئيا تراه لا تستطيع رده عن نفسك طلبنا لك الطب ، وبذلنا فيه أموالنا حتى نبرئك منه فإنه ربما غلب على الرجل حتى يداوى منه أو كما قال له ) فها هي الجاهلية قد طنبت خيمتها في دارنا ولكنها جاهلية غريبة الأطوار ، كان العرب في الجاهلية يملكون من الصفات الحميدة التي لم يلغها الإسلام كالكرم والوفاء بالعهد وعزة النفس والإباء والمضي على العزائم والحلم وغيرها ، ودعنا نرجع مرة أخرى إلى واقعنا لنقرأ فيه هذه الصفات وغيرها من الصفات التي دعا إليها الإسلام ، لنرى أن الواحد في منصبه يفعل ما يؤمر ولو كلفه ذلك أن يتنازل عن مبدأ من مباديء الإسلام كترك الصلاة والكذب والخيانة وغيرها ليصبح أهم مطلب من مطالبه هو ذلك الراتب في آخر اليوم أو الإسبوع أو الشهر ، إنها المادية التي يشدها الغرب، فدع عنك القاضي في محكمته الذي يحكم بغير تعاليم الإسلام وهو يتلبس بثياب الإسلام فمن الأفضل له - في نظري - أن يتخلى عن الإسلام لأنا لا نريد نفاق في دارنا أو إنه يتخلى عن منصبه ، أتعادل عندك يا أيها القاضي الذي تحكم بغير تعاليم الإسلام تلك الدراهم والدنانير التي تأخذها في آخر الشهر وبين عذاب الله ، لا أظن ذلك يصيب إلا ذوي العقول المريضة مرضا مزمنا ، فإذا انطلقنا على هذا الأساس لنصعد إلى رؤوس الدول ، لنرى الجاهلية في أحلك عصورها ، كأن الواحد منهم يكرر ما قاله رؤساء قريش للرسول كي يتخلى عما جاء به ، فكأني أرى تلك الصورة الآن على الواقع فأنا بين ضحك وبكاء ، ضحك على سخافة العقول التي وصلت إلى هذه الدرجة ، وبكاء على حال الأمة كيف وصل إلى هذه الدرجة من الذل والهوان عندما تملك زمامها رجال لا يحملون هموم الإسلام ، فإلى ماذا نحن بحاجة ؟ إلى رسول يطمس هذه الجاهلية ومحمد صلى الله عليه وسم هو آخر الرسل .. أم ماذا ؟ الجواب بين أيدينا فالرسول صلى الله عليه وسلم كأنه حي بين ظهرانينا يقول لنا ( تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي كتاب الله وسنتي ) فهل نحن تمسكنا بهما لنصل إلى مصاف الدول المتقدم وحتى نمتلك زمام الأمور فالإسلام باق لا محالة شاء من شاء وأبى من أبى ولكن العار أن ندفن رؤوسنا هربا من الحقيقة أو نبرز هزيمتنا من نسج خيال تقوقعنا ، فانفضي يا أمة الإسلام عنك غبار الجاهلية الذي أثرتيه على نفسك، فلا تنتظري أن يصيغ حياتك أحد من الخارج فإني بأمر الله يا قوم صادع !!!