- الحلم الإسلامي - إشراقات من أجل عالم أكثر قراءة

الأربعاء، فبراير ٢٣، ٢٠٠٥

إلى أين المسير .... وأين نحن ؟


لماذا ندرس ؟ ولماذا نسعى لنيل أعلى الدرجات وأسمى الشهادات ؟ ، بداية بنسبة عالية في الثانوية العامة بعدها الالتحاق بجامعة أو كلية من الكليات ، بعدها مواصلة الدراسات العليا من ماجستير ودكتوراه وأستاذية وغيرها ، فما هو الشيء الذي نسعى لتحقيقه من كل هذه السلسلة الطويلة و الرحلة الشاقة هل نسعى إلى تحصيل أعلى الرتب من موظف عادي إلى مشرف إلى مدير إلى .... ؟ ، أم إننا نسعى إلى تحسين نظرة الناس تجاهنا ؟ كأن يقال هذا يمتلك شهادة دكتوراه أو ماجستير أو هذا الدكتور فلان و هذا المهندس فلان إلى غير ذلك.. أم غير هذا وذاك من الأمور التي تختلف فيه توجهات الناس من مرحلة إلى أخرى ومن وقت إلى آخر ، فبعد أن كان ينظر إلى الشهادة العامة نظرة إجلال وتفاخر أصبح الناس يطمحون إلى نيل الدكتوراه وقد تكون منهم - أنت أيها القاريء- وقد تكون قد حصلت عليها وتطمح بالأستاذية ، فكل واحد أصبح يسعى إلى هذا أو ذاك ولكن الأسئلة التي تطرح نفسها الآن هل نسعى في هذه الحياة لأنفسنا فقط أم لنا ولغيرنا أم لغيرنا ؟ هل نعيش لكي نحصل على أعلى الرتب وهكذا طوال حياتنا.. ؟ ، وقد تقول إن هذا شيء طبيعي في كل إنسان، ولكن هل هو غاية أم وسيلة أم ماذا ؟ وبعد هذا ما هو الشيء الذي حققته في حياتك لمجتمعك ووطنك ، وقبل هذا وذاك للإسلام ؟ وهل ترجمنا ذالك إلى حقيقة وقعة في حياتنا أم إنه كما يقال يكفينا أن نكون كرة من المعلومات تتدحرج على الأرض ؟ ... فدعنا الآن ننظر إلى هذه الأسئلة الواحد تلو الآخر بنظرة البصير العارف.. فهل في حقيقة الأمر نسعى من أجل أنفسنا فقط أم من أجل غيرنا أم لنا ولغيرنا ؟.. دعني أقولها حقيقة إنها قلة قليلة التي تسعى من أجل ذواتها ومن أجل غيرها فأغلبهم يصدق فيهم المثل " إذا سلمت ناقتي ما علي من رفاقتي " فقليل أولئك الذين يخلصون في تأدية عملهم وخاصة الذين هم في سلك التدريس ، الذين ينقلون المعلومات إلى الأجيال القادمة بإخلاص ومراقبة لله تعالى ، بل الأمر أدهى وأمر إذا تعدينا إلى غيرهم من أصحاب المكاتب .. ولنترك هذا جانبا إلى النقطة الأخرى ما هي الفائدة التي نرجوها من مواصلة الدراسة هل كما قلناه آنفا أم إن الهدف هو حتى يحتل المراكز العليا أصحاب العلم المؤهلين ليقودوا العالم نحو النهضة الشاملة والرقي في مصاف الدول المتقدمة ، وهل نتسابق إلى ذلك أم نخاف من تحمل المسؤولية العظيمة ... فهل هذا هو الواقع أم لا ؟ .. وبقي السؤال الأخير المهم الذي تركته في الأخير وهو مرتبط بالسؤال الأول وهو ماذا قدمنا للإسلام و المجتمع والوطن ؟ وهو جواب غامض شائك فقبل الإجابة عن هذا السؤال لا بد أن نجيب عن سؤال مهم وهو ماذا قدم لنا الإسلام والمجتمع والوطن ؟ ولا يستطيع أحد أن ينكر ما قدمه كل من هؤلاء لنا فبداية الإسلام قدم لنا الشيء الكثير والمتتبع لأحوال الأمة قبل مجيء الإسلام يبصر ما كانت عليه من التعاسة أشبه ما بحياة بهيمية ، العالم فيهم عالم على وهم والجهل قد عم وطم ، فنقل الإسلام تلك البشرية من تلك التعاسة إلى أمة عالية الهامة ، سامية المباديء والقيم وساد العدل في أوساط المجتمع ، وزادنا بالإيمان يقينا بالله بعد وعلى اتصال وثيق بالله في الشدة والرخاء فهل بعد هذا ننكر ما قدمه لنا الإسلام ، وإذا جئنا إلى المجتمع بداية بالأسرة والقرية أو المدينة نرى إنه سعى إلى تنشأتك تنشأة صالحة منتظرا منك أن تكون رجل صالحاً نافعا لنفسك ولمجتمعك ، وحتى لا تكون عالة عليه أو تجلب له العار ، فهل يا ترى ننكر هذا ( فليس يصح في الأذهان شيء إذا احتاج النهار إلى دليل ) ، نأتي إلى الوطن الذي تعيش تحت كنفه لنلمس ما قدمه لك الوطن من خدمات ، بداية بالتعليم المجاني ، والخدمات الصحية التي نستطيع أن نقول مجانية ،منتقلين إلى توفير الأمن وغيرها كثير يصعب سرده في مقال كهذا ..... ولكن نرجع ونقول بعد هذا - الذي لا يشك فيه عاقل - ونسترجع السؤال من جديد ماذا قدمت أنت لهما ، هل أخلصت لله تعالى في عملك ملتزما بمباديء الإسلام ، وهل سعيت لنشر الإسلام بالكلمة الطيبة ، والهدية ، وغيرها من الوسائل ، هل سعيت لخدمت المجتمع الذي تعيش فيه ، بل هل سعيت إلى خدمة الوطن الغالي ؟؟؟