- الحلم الإسلامي - إشراقات من أجل عالم أكثر قراءة

الأحد، فبراير ٢٧، ٢٠٠٥

الروحانية بين موت الحياة وحياة الموت


قد تستغرب من أول وهلة لقراءتك للعنوان ، ولكن قد توافقني الرأي عندما نبحر قيلا في واقع الناس ونقرأه بتمعن (من خلف السطور أو من وراء الكواليس) فدعني الآن وبسرعة نبحر سويا في واقع الناس في هذا الزمان وما آلوا إليه :
الواقعة الأولى : كنت في يوم من الأيام في زيارة لأحد الأصدقاء وإذا بنا نفاجأ بحادثة وفاة في تلك القرية وهذا ليس بغريب طبعا فهناك آلاف المسلمين وغير المسلمين في جميع أرجاء المعمورة يموتون وآلاف الضحايا تبتلعهم وتضمهم الأرض إلى بطنها على مرأى ومسمع من العالم فلا أحد يغيث المنكوبين والمستضعفي ن ولا سامع لصرخاتهم ونداءاتهم فقد صدق فينا قول الشاعر :
لقد أسمعت لو ناديت حيا *** ولكن لا حياة لمن تنادي
ولو نارا نفخت بها أضاءت *** ولكن أنت تنفخ في رماد

ولكن الغريب في هذه الحادثة أن أغلب الناس المشيعين للجنازة - وكلهم وبحمد الله مسلمون- حالهم كحال الخارج لصلاة العيد وما أظنك بحاجه إلى تصوير ذلك ( ملابس في غاية الروعة ، عطر فواح ، ضحكات صاخبة ... إلى غير ذلك ) فهل وصل حالنا إلى هذه الدرجة من موت القلوب وهل هذا نفسره بقول الشاعر:
إذا ضاع الإيمان فلا أمان *** ولا حياة لمن لم يحي دينا
آه آه ...أين تأثره صلى الله عليه وسلم فعندما نقرأ ونسمع سنته وسيرته صلى الله عليه وسلم نرى كيف كان حاله عندما يتوفى أحد من أصحابه ، بل يسمع أن نفس ماتت أيا كانت وما أظنه يخفى عليكم حاله عندما توفي عمه أبو طالب وزوجته خديجة بنت خويلد - رضي الله عنها – وأبناه ونرى تأثره عندما توفي ذلكم اليهودي وعندما قيل له إنه يهودي قال إنها نفس فارقت الحياة ولم تدخل في الإسلام ، فيا أمة محمد ويا من تتشدقين بانتسابك إليه ما بالك قد فارقت سنته وسيرته ومنهجه العذب ، وماذا أصابك حتى ركنت إلى الدنيا وزخرفها حتى لم يصبح للموت في نفسك واعظا ولا زاجرا لم يعد للموت وسكرته والقبر ووحشته ويوم الحساب وشدته في القلوب صدى وخوف ورجاء ، فهل ضاع الإيمان من نفوسنا وفارقت الروحانية أرواحنا ، فأصبحنا كالحيوانات – والعياذ بالله- جسم من الروح خواء ، ومن العقل البصير هواء ، ما بال المادية الغربية قد وصلتنا سمومها حتى طمت وطغت فلم يعد ينفعنا صوت واعظ ولا واعظ صوت من منكوبين أو مستصرخين ، يا للهول من حال أمة بين يديها دستورها ولكن لم تلجأ إليه ، فهل من رجعة إليه وهل من نهلة ترتوي منه .
الوقفة الثانية : ابتعد الناس عن خالقهم ابتعادا شاسعا حتى بهم رياح الفتن من كل حدب وصوب فهوت بهم في مكان سحيق ، وابتعدوا عن المنهج الصافي حتى ضلت بهم دوامة الحياة وما ذلك إلا بما كسبت أيديهم حتى ما عاد القلب في صلة بخالقه ، فأصبح عندهم اختلال في المفاهيم – وهذا أمر خطير جدا – وضلال في البصيرة حتى أصبح البعض منهم يمشي في هذه الدنيا بلا بصر إلى الهدى يقوده ، ولا بصيرة عن الغي سائقه ، فمن منهم إذا أصابه مكروه أو مصيبة ذكر الله وقال ( إنا لله وإنا إليه راجعون ) ومن منهم إذا رزقه الله بمولود سواء كان ذكر أو أنثى حمد الله وقال ( اللهم اجعله قرة عين لي ) وكم منهم من إذا أصابه شيء راجع دفتر حساباته ورفع ملفاته إلى طاولة المراجعة ، ماذا قدم وماذا أخر ، فليوقن أنه لن يضجر بعد هذا وإن حدث فالكيس من دان نفسه وعمل ما بعد الموت وليعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطئه لم يكن ليصيبه ، وليتذكر أن الله مطلع على السرائر وإنه سبحانه يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور وإن الله عزيز ذو انتقام وإن مع ذلك رؤوف بعباده رحيم بهم ، وبعد هذا وذاك ... إنها دعوة صادقة لقراءة الواقع بعين ثاقبة وبنظرة حادة إلى هذه الأجواء المتلاطمة والمغبرة التي صعب فيها النظر فأصبح المجهر – القرآن والسنة – في أمس الحاجة للعودة إليهما فإنها يإناء من طول الفراق ومن كثرة الغبار المتراكم عليهما ... فيا أمة الإسلام ويا أمة محمد... إنك بضلالك وببعدك عن دستورك تعس العالم ، فالعالم في كل مكان يصرخ من وطأة الظلم والطغيان ، وأشتاق إليك، فقد خسر العالم بانحطاطك جوهره –كما يقول أحد الكتاب - فأصبح جسم ممد معرض للأمراض في أي وقت وحين فلم يعد فيه أسباب المناعة ، فإلى ريادتك حنّ وإلى قيادتك اشتاق ، إنه يئس من ظلم الطغاة المستبدين الذين ينادون بالعدل ولا عدل وبالمساواة ولا مساواة وبالحرية ولا حرية بل بالحياة ولا حياة ، إنها كلمات أنقلها إليك أمة الإسلام ولتعلمي إني أخاطبك بلسان الآمل المتفائل ليس بلسان القانط العابس ، فالخير فيك وفي كل فرد من أفرادك و كل مسلم معتز بإسلامه ، شاعر بالمسؤولية .. هذا .. فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري الله

الأربعاء، فبراير ٢٣، ٢٠٠٥

غريب


غريب و أوطــــــــاني تُداس وأمتي*** تعـــــــاني وموج الظلم يشتد صائله
غريب وهل في هـــذه الدار منزل؟*** لـــــــمن في سواها تستقــــر منازله
ألا ليت شعري يا بــلادي متى أرى*** خميساً من الأبطال سارت جـــحافله
يجَّمعنا شرع حكــــــــيم وســـــــنّــة*** فيبدوا لنا زيف الضلال و بـــــــاطله
أقافلة الإسلام هيــــــــــا تـــــحفزي*** وسيري فإن الشر سارت قوافـــــــله
أيا أمتي قد يأنس الـــــمرء بالهـوى*** ويشتاق للدنيا وفـــــيها مشاغلُـــــــه
ويمضي مع الأيـــــــــام يشدو بحبها*** وفيها ولو يدري تقيم مـــــــقاتلـــــــه
غريب .. اخـــــتار الحياض وماؤها غثاء ****وحوض الدين تصفو مناهـــــله
وكم من صديق تحسب الخير قصده*** فتبدو على مر الليـــــالي مــــــهازله
ومن ســــــار في الدنيا بغير طريقة ***فقد بات والأوهام ســـــــــم يـــداخله
تناول من الأغصــــــان ما تستطيعه ***ودعك من الغصن الذي لا تـــطاوله

إلى أين المسير .... وأين نحن ؟


لماذا ندرس ؟ ولماذا نسعى لنيل أعلى الدرجات وأسمى الشهادات ؟ ، بداية بنسبة عالية في الثانوية العامة بعدها الالتحاق بجامعة أو كلية من الكليات ، بعدها مواصلة الدراسات العليا من ماجستير ودكتوراه وأستاذية وغيرها ، فما هو الشيء الذي نسعى لتحقيقه من كل هذه السلسلة الطويلة و الرحلة الشاقة هل نسعى إلى تحصيل أعلى الرتب من موظف عادي إلى مشرف إلى مدير إلى .... ؟ ، أم إننا نسعى إلى تحسين نظرة الناس تجاهنا ؟ كأن يقال هذا يمتلك شهادة دكتوراه أو ماجستير أو هذا الدكتور فلان و هذا المهندس فلان إلى غير ذلك.. أم غير هذا وذاك من الأمور التي تختلف فيه توجهات الناس من مرحلة إلى أخرى ومن وقت إلى آخر ، فبعد أن كان ينظر إلى الشهادة العامة نظرة إجلال وتفاخر أصبح الناس يطمحون إلى نيل الدكتوراه وقد تكون منهم - أنت أيها القاريء- وقد تكون قد حصلت عليها وتطمح بالأستاذية ، فكل واحد أصبح يسعى إلى هذا أو ذاك ولكن الأسئلة التي تطرح نفسها الآن هل نسعى في هذه الحياة لأنفسنا فقط أم لنا ولغيرنا أم لغيرنا ؟ هل نعيش لكي نحصل على أعلى الرتب وهكذا طوال حياتنا.. ؟ ، وقد تقول إن هذا شيء طبيعي في كل إنسان، ولكن هل هو غاية أم وسيلة أم ماذا ؟ وبعد هذا ما هو الشيء الذي حققته في حياتك لمجتمعك ووطنك ، وقبل هذا وذاك للإسلام ؟ وهل ترجمنا ذالك إلى حقيقة وقعة في حياتنا أم إنه كما يقال يكفينا أن نكون كرة من المعلومات تتدحرج على الأرض ؟ ... فدعنا الآن ننظر إلى هذه الأسئلة الواحد تلو الآخر بنظرة البصير العارف.. فهل في حقيقة الأمر نسعى من أجل أنفسنا فقط أم من أجل غيرنا أم لنا ولغيرنا ؟.. دعني أقولها حقيقة إنها قلة قليلة التي تسعى من أجل ذواتها ومن أجل غيرها فأغلبهم يصدق فيهم المثل " إذا سلمت ناقتي ما علي من رفاقتي " فقليل أولئك الذين يخلصون في تأدية عملهم وخاصة الذين هم في سلك التدريس ، الذين ينقلون المعلومات إلى الأجيال القادمة بإخلاص ومراقبة لله تعالى ، بل الأمر أدهى وأمر إذا تعدينا إلى غيرهم من أصحاب المكاتب .. ولنترك هذا جانبا إلى النقطة الأخرى ما هي الفائدة التي نرجوها من مواصلة الدراسة هل كما قلناه آنفا أم إن الهدف هو حتى يحتل المراكز العليا أصحاب العلم المؤهلين ليقودوا العالم نحو النهضة الشاملة والرقي في مصاف الدول المتقدمة ، وهل نتسابق إلى ذلك أم نخاف من تحمل المسؤولية العظيمة ... فهل هذا هو الواقع أم لا ؟ .. وبقي السؤال الأخير المهم الذي تركته في الأخير وهو مرتبط بالسؤال الأول وهو ماذا قدمنا للإسلام و المجتمع والوطن ؟ وهو جواب غامض شائك فقبل الإجابة عن هذا السؤال لا بد أن نجيب عن سؤال مهم وهو ماذا قدم لنا الإسلام والمجتمع والوطن ؟ ولا يستطيع أحد أن ينكر ما قدمه كل من هؤلاء لنا فبداية الإسلام قدم لنا الشيء الكثير والمتتبع لأحوال الأمة قبل مجيء الإسلام يبصر ما كانت عليه من التعاسة أشبه ما بحياة بهيمية ، العالم فيهم عالم على وهم والجهل قد عم وطم ، فنقل الإسلام تلك البشرية من تلك التعاسة إلى أمة عالية الهامة ، سامية المباديء والقيم وساد العدل في أوساط المجتمع ، وزادنا بالإيمان يقينا بالله بعد وعلى اتصال وثيق بالله في الشدة والرخاء فهل بعد هذا ننكر ما قدمه لنا الإسلام ، وإذا جئنا إلى المجتمع بداية بالأسرة والقرية أو المدينة نرى إنه سعى إلى تنشأتك تنشأة صالحة منتظرا منك أن تكون رجل صالحاً نافعا لنفسك ولمجتمعك ، وحتى لا تكون عالة عليه أو تجلب له العار ، فهل يا ترى ننكر هذا ( فليس يصح في الأذهان شيء إذا احتاج النهار إلى دليل ) ، نأتي إلى الوطن الذي تعيش تحت كنفه لنلمس ما قدمه لك الوطن من خدمات ، بداية بالتعليم المجاني ، والخدمات الصحية التي نستطيع أن نقول مجانية ،منتقلين إلى توفير الأمن وغيرها كثير يصعب سرده في مقال كهذا ..... ولكن نرجع ونقول بعد هذا - الذي لا يشك فيه عاقل - ونسترجع السؤال من جديد ماذا قدمت أنت لهما ، هل أخلصت لله تعالى في عملك ملتزما بمباديء الإسلام ، وهل سعيت لنشر الإسلام بالكلمة الطيبة ، والهدية ، وغيرها من الوسائل ، هل سعيت لخدمت المجتمع الذي تعيش فيه ، بل هل سعيت إلى خدمة الوطن الغالي ؟؟؟

الاثنين، فبراير ٠٧، ٢٠٠٥

آمال أم آلام

مع بداية كل يوم .. ومع إشراقة كل صباح .. هل يتجدد فينا الأمل ؟.. هل تصعد فينا روح اليقين بالله ؟ .. أم إنه مع تنفس صباح كل يوم تزداد الآلام والجراح فينا ولا نملك إلا الأنين والتأفف... وقد يصل الأمر بالبعض إلى سب الزمان وعيبه وكأن لسان كل واحد يقول ما هذا الدهر الذي نعيشه.. فحديثه عن المآسي والجراح حديث الساعة .. إن الآلام كثيرة والجراحات عديدة فلا يكاد يبرى ألم إلا وجرح في موضع آخر ينزف دما..فإذا أصبحنا نرسم صورة حياتنا بألوان مآسينا وجراحنا فإن الصورة لا تكون إلا داكنة مغبرة سوداء لا تذكرنا إلا بكابوس الألم والفشل و الذل والهوان الذي نعانيه..إننا نخسر عمرنا كله إذا ولينا وجوهنا قِبْلَ أسباب مرضنا فقط ولم نبحث عن علاجنا.. صحيح إنه إذا عرف سبب المرض سهل علاجه ولكن أن نبقى ننظر إلى المرض بنظرة العابس الذي لا يأمل أن يبرى منه فهذا ولا شك يزداد مرضا إلى مرضه .. و لكن إن بحثنا عن الدواء للمرض الذي نعاني منه فإننا سوف نسجل خطوة إلى شفائنا ونبني درجة وسلم إلى لصعودنا.. فهل سنظل كذالك أم إن الأمل باقي فينا ونفتح في كل يوم زهرة من زهور بستان الأمل لنعطر الجو بروائحه الزكية .. وننثرها في كل مكان وزمان نحل فيه .. فإن الأمل والتفاؤل وخاصة في الأوضاع الراهنة لهو أمر مهم لحياة الأمة من جديد وإن النصر لهذه الأمة آتي لا محالة وزمن النصر قريب بمشيئة الله ولكن ( ولينصرن الله من ينصره ).. وكم هي البشارات التي نتلقاها مع بزوغ شمس كل يوم التي تدلنا إلى قرب أفول الذل والهوان الذي نعيشه .. فالأمل في حياتنا باق ما دام فينا عرق ينبض بالتفاؤل واليقين بالله تعالى كبير ولكن لا يدل هذا أن نقبع في زاوية من الزوايا ننتظر النصر والرفعة والنجاح أن يأتينا ويوقظنا من رقدتنا ويقول لنا لقد حان زمن النصر فهبوا من مضاجعكم إن هذا لن يحدث أبدا بل لا بد من أن نشيد جسر من الأمل ... ولا ينفعل الأمل بلا عمل .. بل لا بد من نكسر أسباب هزيمتنا ونبني أسباب نصرنا.. أما أن نتقوقع وأن ندفن رؤوسنا ونهرب من الواقع ونحن نعلق أنفسنا بآمال وهي في حقيقة الأمر أوهام أوهى من خيوط العنكبوت .. فلا بد أن نرفع قصور آمالنا على أساس لا تزعزعه العواصف الرعناء وبعد هذا يتحقق بالتفاؤل والأمل الهدف الذي نصبو إليه ... وحتى لا يفهم مني أني لا أدعوا إلى الحديث عن المآسي والآلام فذلك أيضا مرفوض ولكن ما أعنيه أننا لا ينبغي أن نطمس الأمل بالآلام المتتالية التي تنكب بها الأمة من حين إلى آخر.. فالأمل في حياة هذا الأمة باق لا محالة مهما كثرة المصائب بل إن الآلام هي التي تزيد فينا الآمال وتسقينا كأس التفاؤل..

السبت، فبراير ٠٥، ٢٠٠٥

الجاهلية في دارنا

عندما أراد الرسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدعو رؤساء قريش إلى الإسلام ما منعهم من ذلك إلا أنهم أرادوا أن يحافظوا على مكانتهم الاجتماعية ورفضوا تسويتهم بغيرهم من العبيد – في نظرهم - وقالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم - عندما رأوا أن الناس بدؤا يتبعونه وخاصة الضعفاء والعبيد – ( إن كنت إنما تريد بما جئت به من هذا الأمر مالا جمعنا لك لتكون من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالا ، وإن كنت تريد شرفا سودناك علينا حتى لا نقطع أمرا دونك، وإن كنت تريد ملكا ملكناك علينا وإن كان هذا الذي يأتيك رئيا تراه لا تستطيع رده عن نفسك طلبنا لك الطب ، وبذلنا فيه أموالنا حتى نبرئك منه فإنه ربما غلب على الرجل حتى يداوى منه أو كما قال له ) فها هي الجاهلية قد طنبت خيمتها في دارنا ولكنها جاهلية غريبة الأطوار ، كان العرب في الجاهلية يملكون من الصفات الحميدة التي لم يلغها الإسلام كالكرم والوفاء بالعهد وعزة النفس والإباء والمضي على العزائم والحلم وغيرها ، ودعنا نرجع مرة أخرى إلى واقعنا لنقرأ فيه هذه الصفات وغيرها من الصفات التي دعا إليها الإسلام ، لنرى أن الواحد في منصبه يفعل ما يؤمر ولو كلفه ذلك أن يتنازل عن مبدأ من مباديء الإسلام كترك الصلاة والكذب والخيانة وغيرها ليصبح أهم مطلب من مطالبه هو ذلك الراتب في آخر اليوم أو الإسبوع أو الشهر ، إنها المادية التي يشدها الغرب، فدع عنك القاضي في محكمته الذي يحكم بغير تعاليم الإسلام وهو يتلبس بثياب الإسلام فمن الأفضل له - في نظري - أن يتخلى عن الإسلام لأنا لا نريد نفاق في دارنا أو إنه يتخلى عن منصبه ، أتعادل عندك يا أيها القاضي الذي تحكم بغير تعاليم الإسلام تلك الدراهم والدنانير التي تأخذها في آخر الشهر وبين عذاب الله ، لا أظن ذلك يصيب إلا ذوي العقول المريضة مرضا مزمنا ، فإذا انطلقنا على هذا الأساس لنصعد إلى رؤوس الدول ، لنرى الجاهلية في أحلك عصورها ، كأن الواحد منهم يكرر ما قاله رؤساء قريش للرسول كي يتخلى عما جاء به ، فكأني أرى تلك الصورة الآن على الواقع فأنا بين ضحك وبكاء ، ضحك على سخافة العقول التي وصلت إلى هذه الدرجة ، وبكاء على حال الأمة كيف وصل إلى هذه الدرجة من الذل والهوان عندما تملك زمامها رجال لا يحملون هموم الإسلام ، فإلى ماذا نحن بحاجة ؟ إلى رسول يطمس هذه الجاهلية ومحمد صلى الله عليه وسم هو آخر الرسل .. أم ماذا ؟ الجواب بين أيدينا فالرسول صلى الله عليه وسلم كأنه حي بين ظهرانينا يقول لنا ( تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي كتاب الله وسنتي ) فهل نحن تمسكنا بهما لنصل إلى مصاف الدول المتقدم وحتى نمتلك زمام الأمور فالإسلام باق لا محالة شاء من شاء وأبى من أبى ولكن العار أن ندفن رؤوسنا هربا من الحقيقة أو نبرز هزيمتنا من نسج خيال تقوقعنا ، فانفضي يا أمة الإسلام عنك غبار الجاهلية الذي أثرتيه على نفسك، فلا تنتظري أن يصيغ حياتك أحد من الخارج فإني بأمر الله يا قوم صادع !!!

هل نحن حياة و موت أم بين موتين

في خلال مطالعتي لمجلة المعالم العمانية في العدد التاسع طالعني مقال بعنوان الحياة بين ركام الموتى ( قراءة في فلسفة الموت ) واستسلمت له مشاعري كلها كأني أصبحت لا أمتلكها، كأنما أخذني – الكاتب - في سفر في خضم حياة أخرى، أستنشق من هواء عباراته وأشرب من ماء حقائقه و أتغذى من أفكاره رحلة ليست كأي الرحلات من يركب في مركبه لا يجد نفسه إلا وقد رسا المركب به في آخر عباراته ، ويتمنى أن يعود مرة أخرى إلى قراءته ومن يقرأه يحس بما أحسست به و أكثر ، فدعنا الآن نرحل سويا نقطف من بعض أزهاره ، ونتجول في سماءه ، ونسبح مع – الكاتب- في نهره العذب الزلال فهلا انطلقنا على بركة الله.

كعادة كل رحلة لا بد من دليل نسير عليه وخط نرسمها لأنفسنا وإلا تهنا ولا ندري إلى أين نتجه ، فما بالك برحلة غريبة من نوعها ، فلا بد لها من خطط ودراسة ، فندع الكاتب هو الذي يساعدنا في رسمها حتى نعرف كنه هذه الرحلة فهو يبن في بداية المقال طبيعة الرحلة عندما يقول ( ولا حياة بلا فكر ولا معنى لمسيرنا ومصيرنا إذا لم تكن في نفوسنا أشياء متعلقة برقابنا ، وديون لا بد من تأديتها ، وأمانات لا بد من ردها لأصحابها .... ) قد تبادرني بسؤال وتقول إذا كان هذا دليل الرحلة الذي لم نفهم من مغزاه إلا معاني الكلمات التي ترسل بصيص النور لنفسها ، فكيف نستقي منه دليلنا أم كيف نأخذه كنور لرحلتنا المجهولة ؟ أقول لك حينها ألم اقل لك إنها رحلة غريبة من نوعها ، فأمسك بيديك حينها وأقول لك دعنا الآن من هذا وذاك فالكاتب ينتظرنا فهيا بنا ...

إن القيمة التي ندفعها نحن ثمنا لأفكارنا هو الرصيد الذي يبقى و ( الأسطورة) التي لا تختفي بتواريها تحت الأنقاض أو تشتت أشلائنا تحت نيران الفتك الأعمى ( فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ) ، بهذه العبارات يقابلنا الكاتب ويرحب بنا ثم يبدأ الإبحار فالرجاء أخذ الحيطة و الحذر ...

يقول الكاتب: ( كثيرون هم، من يدعون حمل فكرة ما ولكن قلة هم من يستطيع أن يحول فكرته إلى موقف لا يحول بينه وبينها سوى الموت، ولا تنتهي حركته إلا بانتهاء روحه بل إن معنى الموت يبقى ما بقيت فكرته.. ) فهل تكون منهم أيها القاريء أم إنك بعيد كل البعد عنهم ، فإن هذه واحدة فقط من عظائم الفكرة كما يقول الكاتب : ( وتلك إحدى عظائم الفكرة ... تتعالى على فتنة الناس مع شدتها و تنتصر معانيها في نفوسنا على كل الحظوظ والمقاسم.. وترفعنا إلى الأوج الذي يشرف إنسانيتنا ... ويحفظ ماء وجوهنا ..) و يستمر الكاتب في نثر درره فكأنك بدأت في فهم جزءا من هذه الرحلة، وبعد ذلك يستمر قائلا: ( قد ننجو بأنفسنا في مقابل هزيمة أفكارنا وقد ننعم بملذات لا تنتهي عندما نتنازل عنها أو نساوم قيها.. ولكنها نجاة خاسرة ولذة بين لفح الجحيم .. إنها الخسارة بكل معانيها حين تبقى الحياة بلا فكرة .. وأن نعيش في حطامها بلا حرية ... كمن يساق إلى الهلاك على طريق وردي وفي عنقه ورجليه سلاسل من ذهب ) بعد هذا وذاك لا أجد مجالا للحديث بل أتنحى جانبا وأترك مع الكاتب وأكون مستمعا إليه فيا لهول الرحلة إن لم تكن من أربابها وعلى أقل تقدير من حملة أفكارها فالصمت كما قيل أبلغ لهؤلاء. فيستطرد الكاتب في شرح كنه الرحلة أو الحياة التي يرجوا أن يعيشها – إن كان يسمح لي في التعبير عنها – فيقول مستطردا ( ربما نرفع شعارات نملأ بها سماء الأفق ونثير جعجعة بين ردهات هذا العالم ...بيد أن هذا وحده لا يكفي ... ولن يكفي .. إلا إذا كانت قيمة تلك الشعارات هي أنفسنا و ذواتنا , وأموالنا وأهلونا .. وعندها لن نتهم أنفسنا بالتقصير ولن يتهمنا الآخرون بمزايدات لا نربح منها إلا الخسارة ، أو بصفقات ترفع أسهم ضياعنا في سوق الهزيمة و الاستسلام ... ) الرحلة في بدايتها بعد فما زال هنالك الكثير مما يريد أن يوصله إلينا حتى نفهم مغزاه فها هو يقول ( نعم، ليس مهما كيف تموت ولكن من المهم من أجل ماذا تموت، وما هو المعنى الذي سيتركه الموت بعدنا.. شتان بين الأمرين .... فالطريق إلى الموت كائن لا محالة وهو قدر لا تملك كل أسلحتنا وأدواتنا و جبروتنا أن ترده و الموت هو الموت لكل أحد.. لن تختلف اللغة بين موت عمر و بين موت أبي جهل... ولكن المعنى الذي تقرأه من موت أحدهما أو كلاهما يجعل لمعنى الموت بعد أوسع من الحياة ذاتها.. ومدى تضيق عنه كل طرق اللغة و أساليبها..) و يستمر بعد ذلك في بيان وتوضيح هذا الفكرة وكأنه دليل يشرح لنا المناطق التي نمر عليها ولكن شتان بين هذه الرحلة وتلك وكأننا بدأنا ندخل مركز الدائرة أو الرحلة فيقول ( تبتلع الأرض كل يوم آلاف الموتى ولا يهتز لموتهم أحد حتى تراث الأرض .. وربما يموت واحد فتهتز له أركان الأرض برمتها .. ولكنها حتى باهتزازها لا تعطيه القيمة الحقيقية للموت .. ولكن قد يدفع الثمن اللازم ليلحق بركب الموتى .. لأن الموت ليس هدفا بذاته ، بل المعنى من الموت هو ما نريد ونطلب ) ويضرب لذلك الأمثلة حتى تتضح الفكرة ( مات محمد صلى الله عليه وسلم وسجي في قبر ضيق ولكن نقي معنى الرسالة والوحي ، ومات أبو بكر وعمر وعثمان وعلي فذهبت الدول بقي معنى الخلافة الراشدة ومات أبو بلال وصحبه ولكن بقي معنى الحق ومات الصلت ومن معه فدالت الدول و بقي معنى الشجاعة القوة ومات سيد قطب و أتباعه على عيدن المشانق ولكن بقي معنا الثبات على المبدأ ومات محمد الدرة وإيمان حجو برصاص الغدر ولكن بقي معنى الطفولة الطاهرة ومات يحي عياش ومحي الدين الشريف ورائد كرمي ولكن يقي معنى الشهادة ومات قيس ليلى وكثير عزة ولكن بقي معنى الحب ... ) والآن يتجه إلينا بالسؤال ليضمن التفاعل معه ( فما هو الأثر الذي نتركه بعد موتنا تلك هي الحقيقة الكبرى ، وما يجب أن يشغل بالنا ونحن نبحث عن الموت .. أو نبحث عن الحياة بين ركام الموتى... ) فلا تنظر إلى من بجانبك إنه سؤال موجه إليك أنت بالذات فماذا عسى أنت مجيب فها هو يقول لك ( تلك حقيقة ماثلة .. ولكن قلما ننتبه لمعناها .. ومن انتبه منا هو العزيز بين الأذلة .. القوي بين الضعفاء .. الحي بين أجساد الموتى المقبورين ) وها هو يوجه بكل صرامة ( إن الأمة التي تتردد بين الموت وعد الحياة فلا هي تجد الأولى لترتاح من عنت الذلة والهوان ولا هي في حياة تعز به نفسها ... فلسنا بين موت وحياة بل نحن بين موتين و إن لا بد من إحداهما فلم نحيا ... ) فلا نستطيع إيقاف الكاتب الآن ليبين لنا ولكنه يستمر ونعرف بعد ذلك بأنه يبين الفكرة ويفصلها فيستمر قائلا ( صمت مطبق في أحلك أوقات الزمن الصاخب .. عبودية لا مثيل لها في وقت أحوج ما نكون فيه إلى الحرية.. وهوان لم نسبق إليه فهل نحن أحياء ... قد تكون أطرفنا في حركة ما .. وقد لا تفتأ ألسنتنا فن القيل والقال .. وربما تمتد أيدينا بالسؤال والاستجداء ... ولكن الميت فينا تلك القلوب... فهل نحن أحياء .. أي معنى لحياة لا حرية فيها .. وأي قيمة لفكرة طالما نلوكها بألسنتنا صباح مساء ولا تتحول إلى موقف.. أي طبع لئيم أشد من إرتكاسنا في الحمأة .. و سجودنا تحت أ قدام أحفاد الخنازير.. ) بعد ذلك يطلقها بكل قوة ويبين الحقيقة- حقيقتنا - جلية فيقول ( نبني آمالنا على أوهام ونشيد قصور مستقبلنا على رمال متحركة ونقابل الواقع بالهروب إلى الوراء ونهدم بيوتنا لنمهد الطريق إلى نهايتنا ... تلك هي حقيقتنا ) ويبين بعد ذلك الحل فيقول ( ومن العار أن ندفن رؤوسنا في الوحل هربا من مواجهة الحقيقة .. أو نبرر هزيمتنا بدعاوى من نسيج خيال تقوقعنا فلنمت إذا ولكن لن يكفينا الموت لنحيا ؟ لن يكفينا الموت وحده لأن الموت عندئذ طعمه المر ولا نعرف مذاقه الحقيقي إلا عندما نموت موت موتا له معنى موتا يجعلنا أحياء كما قال الله تعالى ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ) وتلك هي الحقيقة الثانية ..ويواصل الكاتب في ذكر الحقيقة الثالثة ويقول ( ربما لا نعرف من مات منهم موتا حقيقي .. ولا يهمنا أن نعرف .. ولكن الروح الفعاعلة تبقى مرفوعة في عالم الضمير .. هنا في الأحياء أو الأموات .. تذكرهم كلما غفلوا .. وتوقضهم كلما أخذهم نعاس النوم .. وتوجهم نحو العالم العلوي حيث الكرامة والعزة والشهادة .. وهنا مكمن السر في أن آلاف الموتى ( الأحياء ) ما تزال تجري فبنا دماؤهم .. يكفينا ذكر أسمائهم .. أو قراءة سيرهم ..أو الترحم على أرواحهم .. لتسري فينا تلك الروح الحية .. وتذكرنا بأمور قد فغلنا عنها أو شغلنا باللهو فنسيناها.. تبقى رغم تعاقب الزمن .. وتخلد معانيها فيما تيب غيرها في مدائن النسيان ومقابر التأريخ .. وتلك هي الحقيقة الثالثة .. ولندع الكاتب يواصل ( ولموت ليس مرحلة معرفة الحقيقة بالنسبة للميت فحسب.. ولكنها أيضا مرحلة المراجعة الحرة بالنسبة للحي.. يعلمنا الجسد المسجى على الألواح بأن للحياة بعد آخر غير الذي نبصر ... وبأن الدموع التي تجري منا حين نفارق أحدهم إنما هي قطرات من الموعظة الكبرى .. وبعد هذا وقبله أن نعي حقيقة أنفسنا حين نوضع في هذا الموضع ونعرف حقيقة أفكارنا ومواقفنا .. وإلى أي مدى نبصر ذواتنا )

ولن ينفع البكاء شيئا ولو جرت الدموع كالأنهار.. ولن ينفع العويل ولو صرخنا بملء ألسنتنا.. ولن تتحرك أقدامنا حركة واحدة ما دامت القلوب هامدة كالحجر... ولن نذكر في سجلات الأحياء أو حتى سجلات الأموات ...لأن الموت هو الموت .. سواء كنا أحياءً نمشي فوق الأرض أو أمواتا تحت الأرض... ما يبقى هو المعنى .. عندما نعي معنى الدموع.. ونعرف حقيقة الألم .. تزداد معرفتنا بحقيقة الموت .. هنا نستطيع أن نحيا.. وتحت هذا الشعار الكبير ننادي الحياة والأحياء ونستحق الأوج الذي يشرف به العظماء.. وتلك الحقيقة الأخرى.( ويختم الكاتب مقاله بهذه العبارات التي تنتهي عندها رحلتنا فماذا عسى أن يكون شعورك بعد هذه العبارات .

إننا نودع كل يوم أحبابا لنا.. ليس وداع حي لميت.. ولا وداعا لا لقاء بعده.. ولكنه وداع تسليم الراية .. ويقولون : ها قد قدمنا للفكرة أعز ما نملك .. فهل أنتم على الأثير .

فها هو المركب قد رسى عند هذه العبارات وأظنها كانت رحلة كما قلت لك غريبة ليست ككل الرحلات فإن وافقت الكاتب في أفكار فذاك وإلا كان نصيبك كما يقول الكاتب العيش تحت ركام الموتى. هذا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

هل تملك حاسوبا حقا؟

عندما كنت في قراءتي لكتاب " العرب والعربية في عصر الثورة الحاسوبية " لمؤلفه فداء الجندي وهو عبارة عن العديد من المقالات التي كان يشارك بها الكاتب منذ سبع سنوات في الطبعة العربية من مجلة PC Magazine وأيقنت بعد قراءتي للعديد من المقالات في الباب الأول من الكتاب المذكور بأنني لا أملك حاسوبا رغم أنني اشتريت الحاسوب قبل سنتين لأنني لم أستفد من الحاسوب شيء يذكر إلا ما هو معهود بين الطلاب من كتابة للعديد من البحوث التي تطلب منا رغم إني أستطيع أن أطبعها في الجامعة لأنها بحمد الله موفرة العديد من المختبرات الحاسوبية التي فيها من البرامج المطلوبة لإتمام البحوث المطلوبة ، فكان بإمكاني الاستغناء عن الحاسوب فمن هذا المنطلق ربما قد يطرح القاريء العديد من الأسئلة في هذا المحور فيا ترى متى أصبح حقا أملك حاسوبا ؟ وما هو الاستغلال الأمثل للحاسوب ؟ وقبل أن أجيب عن هذه الأسئلة أتحدث عن الواقع المرير الذي يعيشه كثير من أبناء الإسلام ، وهو أن كثير منهم وللأسف الاسيف يضيعون وقتهم في ما لا طائل منه فكثر منهم يقضون الساعات الطوال أمام شاشة الحاسب إما في الألعاب المتعددة وإما أن يتنقلون من موقع من مواقع الدردشة في الشبكة العالمية وما زلنا مصرين على تسميتها بـ ( الإنترنت ) بل الحال من بعضهم أدهى وأمر فمنهم من يتنقل بين جوانب المواقع المنحلة أخلاقيا ومنهم من انحل من إسلامه بسبب الحاسب فيا ترى هل أصبح الحاسب هذا مآله وهذا نتاجه فما الفائدة من اقتنائه ، فيا حسرتي عندما أرى شابا أصبح لا يملك من الإسلام إلا الاسم بسبب الحاسب ، نعود مرة أخرى ونبعث التفاؤل في نفوسنا فليس هذا حال كل أبنا جلدتنا بل فيهم من يملك من الخبرة في الحاسب الآلي ما يفوق تصورنا ، فهذا هو الاستغلال الأمثل للحاسب وبهذا تصبح تملك حاسب عندما نسمع بأن من المسلمين من له خبرة بالعديد من لغات البرمجة وله خبرة بصيانة الحاسب الآلي وله خبرة بالعديد من برامجه ، وعنده خبرة بتطوير الحاسب الآلي ، ومن عنده خبرة على أقل تقدير الاستغلال الأمثل ، فبهذا تنبعث فينا الفرحة ويعود إلى قلوبنا التفاؤل من جديد !!!!

الفصام النكد !!

غامرتي فكرة في يوم من الأيام عندما قرأت مقالا عن الانفصال الكبير بين رجال الفكر والعلم ورجال الدولة ، وما صاحب ذلك من الذل والهوان الذي عانت منه الأمة الإسلامية وكم هي الأحداث متسرعة ، فبعد الحادي عشر من أيلول ( سبتمبر ) و ما خلفه من نتائج ومن توجه الأنظار إلى الإسلام ، فمنهم من نظر إلى الإسلام إلى أنه إرهاب ومنهم من لا يعرف عن الإسلام أدنى شيء فبدأ يبحث ويقرأ عنه ، فأصبحت أفغانستان الضحية وما عانى شعبها من جراء ذلك من القصف والمداهمة ، وإذا بالأحداث تركض فإذا بنا نسمع ولا همس عما يحصل في العراق من قصف بالصواريخ والدبابات و القنابل العنقودية ، و أحداث العالم ما زالت في خطاها المتسرعة فإذا بنا نسمع عمّا يعانيه المسلمون في كل مكان من الاضطهاد والتشريد في كل مكان من البسيطة وما كان ذلك إلا أن قالوا ربنا الله فأنسي المسلمون قضية فلسطين وما يعانوه هناك ، وإذا بنا نسمع عمّا تعانيه المملكة العربية السعودية من إنفجارات وما صاحب ذلك من نسب سبب تلك الإنفجارات إلى العلماء المسلمين فأصبحت الاعتقالات هو التعبير الأمثل لذلك ، أو أصبحت تلكم ردة الفعل وكأن لا يفعل ذلك إلا من ينبو إلى الإسلام بأية صلة كانت ، وما زلنا في حركة العجلة المتسارعة فإذا بالمرض ينتشر فها نحن نسمع عن الإعتقالات في سلطنة عمان التي كان الضحية فيها رجال العلم الذين ينتسبون ويدافعون عن الإسلام فكأن لا يرتكب الجرائم إلا الذين يعلنون الإسلام ويدافعون عنه ويحاولون أن يرجعوا الناس إلى المنبع الصافي ، فمن أين بعد هذا نريد أن نلحق بالركب إذا كان علماء المسلمين أصبحوا هم الضحية وهم الذين ينسب إليهم كل ما تعاني منه المجتمعات من أسباب الانحطاط ، فيا من جعلت الانفصال بين أصحاب العلم ورجال الدولة صدقت في كلامك وها هي الأحداث مازلنا في ركابها المتسارع ؟؟؟؟

مأساة اللغة العربية في واقعنا

توطيد

مما لا مجال للشك فيه أن اللغة العربية تكفل الله سبحانه بحفظها عندما تكفل سبحانه بحفظ القرآن الكريم الذي هو بلسان عربي مبين ، ولكن كما هو معلوم بأن لكل أمة من الأمم مقومات ودعائم تقوم عليها وتحفظها من الانحطاط فلذا كل أمة من الأمم تسعى لكي تنشر لغتها التي هي مقومة من مقوماتها بأية طريقة كانت حتى تضمن التبعية التي تنشدها، وها نحن اليوم نعيش في واقع مرير ، فقد أصبحت اللغة الإنجليزية هي اللغة الرسمية ، فتنازلنا عن مقومة من مقوماتنا حتى غدا الذي يتكلم باللغة الإنجليزية رمز من رموز الثقافة والتحضر الذي ينبغي لكل واحد أن يساير الركب ، ومن الخطط والمكائد التي يدسها الأعداء ( أعداء العربية ) هو بنشر اللهجات بين الشعوب حتى يصبح أبناء العربية لا يتفاهمون في ما بينهم وتضيع بذلك الوحدة الإسلامية التي ينشدونها ، فيصبح الذي يدمر اللغة العربية هم أبناؤها الذي نيط إليهم مجد الأمة وتنشأ الشعوب على كراهية اللغة العربية وكراهية القرآن بالطبع وهذا هو الذي يطلبه الأعداء ليبعدوهم عن المنهج الصافي ودستورهم الذي فيه سبب نصرهم وعزتهم، فإذا ما ضاع الدستور أصبح من السهل القضاء على الأمة بأسرها و ذلك مصداقا لقول الشاعر علال الفاسي حينما قال :

إلى متى لغة القرآن تضطهد *** ويستبيح حماها الأهل والولد

فإذا ما غاب من قلوبنا الاعتزاز بلغتنا فبماذا يا ترى نعتز ، أو من يا ترى يعتز بلغتنا ، إذا كان قد أصبح كل واحد يسعى إلى أن يدرس أبنائه منذ نعومة أظفارهم اللغة الإنجليزية ، حتى ينشأ الطفل ولا يعرف من اللغة العربية إلا ما هو موجود من اللهجة المتكسرة المنتشرة في وسط الحي أو البيت الذي يعيش فيه فيا ترى إلى ماذا نسعى؟

هل يقطف من الشوك العنب

من جد وجد ومن زرع حصد، فمن المستحيل أن يزرع أحد شوكا ويجني بعد ذلك عنبا لذيذا طعمه ،وكذا بما إن كل واحد منا لا يهتم بأن يربي أولاده على حب اللغة العربية، فكيف نأمل بعد ذلك أن نرى لغتنا العربية هي لغة المحافل و يصبح الذي لا يملكها لا يعتبر من المثقفين في شيء، متى أصبح ذلك كان الصعود إلى ركب الأمم المتقدمة يسير بمشيئة الله ، فمتى يصبح التعليم في الجامعات باللغة العربية الفصحى ومتى يكون الأحاديث الرسمية باللغة العربية ، فلا نصبح عندما ندخل مؤتمر من المؤتمرات نضع على آذاننا سماعة لنسمع الترجمة الفورية مع إن ذلك المؤتمر مقام في بلد من بلداننا العربية ، فيا أهل العربية هلا استفقنا من غفوتنا وهلا عدنا إلى أسباب عزتنا ورفعتنا ، فالقرآن الكريم الذي هو بلسان عربي مبين أصبح الواحد منا لا يفهم مغزاه ، فها هي مصاحفنا اليوم تشتكي وتئن إلى رواد العربية الذين طال فراقهم لها ، فمن قمة الشوق لقلة الرواد أصبحت في دارها غريبة ، فالعودة إلى بستان العربية لنقطف أزهار فهمنا الصحيح للقرآن الكريم والسنة الصحيحة على صاحبها عليه أفضل الصلاة أتم التسليم ...

من يعلق الجرس ؟

تذكرت عندما كنا في الدراسة العامة في المدرسة قصة الفئران مع عدوهم القط فاجتمع رأيهم على أن يعلقوا جرسا في عنقه حتى عندما يأتيهم يحسوا به ، فقال أحدهم أنا أأتي بالحبل وقال الآخر أنا أأتي بالجرس وكذا كل واحد قال أنا أأتي بشيء وفي نهاية الاجتماع خرجوا بالسؤال من يعلق الجرس ؟ فخرجوا من الاجتماع كمثل ما دخلوا بلا فائدة تذكر ، وفي خضم الأحداث الحالية يتكرر مشهد القط والفئران ، فالفئران تمثل مشهد الناس المغلوب على أمرهم والقط يمثل دور القوي المتسلط الذي إذا ما حصل على فرصة للانقضاض على أحدهم ، ولكن كما قيل إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية فبالاجتماع تنتج القوة و بالتشرذم ينتج الضعف وهذا المشهد يتكرر في الحياة العامة وفي الحياة السياسية أيضا ، فالمتتبع للتاريخ الإسلامي يجد ما حققه المسلمون عندما كانوا يدا واحدة ، الواحد منهم يرمي بنفسه إلى الموت من أجل رفعة الإسلام فلا يخاف من أن يشرب كأس الموت بل الموت هي غايته وهدفه المنشود فيعلق علم الإسلام عالية في أصقاع الأرض حتى يعم العدل في أنحاء المعمورة ، أما عندما أصاب المسلمون ما أصابهم من الذل والهوان والتفرقة التي عمت وامتلك زمام الأمور أناس ملكوا الناس بالقهر والجبروت فضاعت أحكام الإسلام وديس عليها ، فمن أين تأتي العزة ومن أين يسود الأمان إذا كان هذا هو حال الأمة اليوم ، فلا غرو إذا كنا نهاب من أن نعلق الجرس في رأس ذلكم المتسلط ، وإنما تحكم الشعوب نفسها ولا يحكما رجل من الخارج ينزل عليها دستور من دساتيره التي أنشأها بنفسه ، فهل من عودة إلى شرع الإسلام الذي نرجوا تحقيقه على أرض الواقع الذي نلمسه فلا نريد قوانين بشرية لا تغني ولا تسمن من جوع ، وما كان نهوض الأمم إلا بثقافة شعوبها ووحدتها وعودتها إلى أسباب عزتها ومقومات نهوضها وصدق فينا قول عمر بن الخطاب عندما قال ( فإذا إستوينا في المعصية كان لهم الفضل علينا بالقوة فعددنا ليس كعددهم وعدتنا ليست كعدتهم ) فهلا تسابقنا إلا أن نعلق الجرس في رأس القط ، وليس تعليقه فقط بل نصبح لا نخشى أحد مهما كان حاله ومهما كانت جبروته وقوته فلدينا من أسباب القوة ومقومات النصر ما لا يملكه أي شعب من الشعوب التي لا تدين بدين الإسلام ، فلا نقول من يعلق الجرس بل نقول من يغمض العينين ؟

نحن والعيد

العيد يا هدية من ربنا الخلاق ، أنت الذي تبعث فينا نشوة المشتاق ....تلك هي العبارة أو النشيد التي ينشدها الأطفال في بيتنا ، والبسمة تملأ محياهم فقلت لهم في نفسي هلا أعطيتم الكبار جزء من ذلك المرح وتلك البراءة التي هي خالية من الأحقاد والأغلال والكراهية وتملأ نفوسهم النشاط والحيوية ، يا لها من أوقات حلوة ، ويا لها نظرات جميلة يحدق بها أولئك الأشبال ، ولكني أتذكر أولئك الأطفال في البلاد الإسلامية المضطهدة فتعود إلي الحسرة من جديد فأبقى بين هذا وذاك وأتذكر تلك القصيدة الرقراقة التي قالها الشاعر عبدالرحمن بن صالح العشماوي التي تفيض حنانا و رأفة ويبين أن هذا العيد أصبح ليس عيده بل هو عيد أطفال لا يحملون أي هم بل شغلته هو هموم الأمة الإسلامية الجريحة فيقول في قصيدته التي يخاطب فيها الفتاة ويقول لها هذه هديتي لكِ ....

قابَلتني في فرحـــــــةٍ بـــــــالتحية *** ولــــــــــها بسمة على الثغر حيه

خطوها راقص تقول ســـــــروراَ *** هاهو الـــــــعيد جئت أبغي الهديه

فتمطت في القلب آهة جـــــــــرح *** وتساءلت والــــــــــــدموع سخيَّه

أي عيد رقصت شوقاً إلــــــــيه ؟ *** أي عــــــــيد ذكرته يا أخــــــيه ؟

أهو عيد للقدس عاد إلـــــــــــينا ؟ *** بعد أن دمَّــــــــــــرته أيد غـبـيَّــه

عجبت أختي الــصغيرة من حالي *** وقـــــــــــــالت في دهشة ورديَّه:

إنه عيدنا وعـــــــــــــــــيد رفاقي *** عيد حلوى وذكـــــــريات عنـيَّـــه

قم معي يا أخي نــــــُؤرجح بعضاً *** في أراجـــــيحنا ونلــــعب ( فَيّه)

قلت يا أختُ (مرجحي ) وتغـنّــَي *** لم تزل نفســـــــــــك الطهور نقيَّه

كنت طفلاَ يا أخت مثلك خِــــــلواَ *** من همومي ، وليس في القلب كيَّه

كم غدونا إلى البيوت صـــــــباحاَ *** يوم عيدي نحن الـــــــرفاق سويّه

وطلبنا من ربَّة البيت حــــــــلوى *** وسرقنا إذا اســــتطعنا البـقـيَّــــــه

كم هنئنا بمثل عــــــيدك هــــــــذا *** فاصدحي بالرضـى وعيشي هنيَّه

هو عيد الأطفال مثلـــــك يا أختي *** وعيد الأبطال عيد الـــــــبريَّــــــه

ليس هذا عيدي ولكنَّ عيــــــــدي *** أن أرى أمــــــتي تعود أبيَّــــــــه